حصريا لآي فيلم عزت الله انتظامي يتحدث عن "العندليب"

يلقبونه بعز السينما الايرانية والسيد الممثل ورجل بألف وجه..الرجل الذي عنده حضور قوي لامثيل له في السينما والمسرح لمدة أكثر من خمسين عاما…

قد دب عزت الله انتظامي الروح بجميع الأدوار التي تقمصها وخلد نفسه في أذهان المشاهدين من خلالها.

بدأ التمثيل من المسرح قبل أن ينطلق الى السينما من خلال اول فيلم له بعنوان "البقرة" للمؤلف غلام حسين ساعدي و المخرج الكبير داريوش مهرجويي و شاركه في بطولة الفيلم الذي انتج عام 1969 الممثل القدير علي نصيريان.و يعد هذا الفيلم من اهم الافلام في تاريخ السينما الايرانية.

و استمر انتظامي بمشواره الفني وأدى أدوارا بارزة كان اهمها فيلم " الحاج واشنطن " و فيلم "المستاجرون " و "غراند سينما "و"هامون" و " السيدة" و" البيت المهجور" و" ناصرالدين شاه ،الممثل" و "يوم الملائكة" و"الشال الازرق" و "بيت على المياه".

يلازم انتظامي الفراش في الفترة الاخيرة بسبب معاناته مع المرض وقد أرهف المرض مشاعره حيث تسيل دموعه عند مرور الذكريات وتذكر الاصدقاء القدامى.

قامت قناة آي فيلم بإجراء مقابلة مع الممثل المخضرم عزت الله انتظامي وذلك بمناسبة عرض مسلسل "العندليب" للمخرج علي حاتمي الذي قام انتظامي بالتمثيل فيه واليكم نصها:

آي فيلم: قد نحدثك بعد مرور 38 عاما على انتاج مسلسل "العندليب" كما مر ايضا 20 عاما على وفاة مخرجه علي حاتمي لكن رغم مر السنين لازال المسلسل يحبه الكثيرون ويعتبرونه عملا فاخرا، برأيك ما السبب؟

انتظامي: للأسف لقد فقدنا المخرج الكبير علي حاتمي باكرا، كان كبيرا حقا، كان صديقي.. كنا نملك الكثير من الذكريات ..اشتاق اليه كثيرا. لقد يمر الزمن بسرعة! ان كان يمهله القدر لكانت السينما تتعلم منه الكثير..كان حبه للسينما والشعب رمزه في الخلود والبقاء وكان يقول دائما ان الظلام ليس من شيم المصابيح.

آي فيلم: وهنا يكمن الأمر..و هو أن جميع اعمال المخرج حاتمي لم تفقد بريقها ولازالت تنير سماء السينما الايرانية كمسلسل "العندليب"، كيف تعرفت على المخرج حاتمي؟

انتظامي: قبل ان اتعاون معه قد تعرفت عليه في كلية الفنون الدرامية وكنت اعرف ان قلمه قوي جدا الى أن سمعت أنه يبحث عني للتمثيل في فيلم "ستارخان" الذي كان من المقرر أن يمثل فيه ايضا الممثل الكبير علي نصيريان. فتناقشنا حول الفيلم وسافرنا بعدها الى مدينة تبريز (شمال غرب ايران) وأديت دور "حيدر عمو اوغلي" فيه وكان العمل يتواصل بشكل ايجابي الى ان شعرت ان حاتمي ليس بخير فقام بإيقاف العمل لأشهر وبعدها استانفه. كان الفيلم يملك سيناريو قوية وفيه محادثات خالدة لكن فترة التصوير طالت وهذا ارهقنا. بعدها دعيت الى مشاهدة الفيلم. كنت قد زعلت حينها لأني عرفت ان حاتمي قد استعان بمدبلجين لدبلجة الفيلم لكن عندما شاهدته رأيت ان الدبلجة قوية جدا وكانت هذه أول و آخر مرة تعجبني دبلجة عمل ما.

آي فيلم: اذن لديك ذكريات جميلة من أولى تجارب تعاونك مع الراحل حاتمي وقد واصلت هذا التعاون بمشاركتك في مسلسل "العندليب"..

انتظامي: نعم، لقد تعاوننا في الكثير من الاعمال المسرحية وكنا قد نعرف بعضنا البعض جيدا. كان قد ينوي الراحل حاتمي الاستعانة بممثل ايطالي للمشاركة بالعمل لكن احد اصدقائه اقترحني عليه فتلقيت اتصالا يدعوني لزيارة مكتب حاتمي وعندما ذهبت خضعت لاختبار المكياج وكان عملا شاقا جدا لكن في الاخير قد اقتنع حاتمي بي لتمثيل الدور وبدأنا بتصوير العمل وقد شاركتنا زوجته، زهراء حاتمي التمثيل في بعض مشاهد العمل. توقف العمل على المسلسل بعد وقوع الثورة الاسلامية الايرانية لكن استانف بعدها وصور في مدينة غزالي السينمائية.

آي فيلم: قد يبدو أن مصاعب العمل في "العندليب" لم تكن اقل من مصاعب العمل في "ستارخان"...

انتظامي: نعم، كانت المصاعب كثيرة خاصة المكياج الذي كنت اخضع له والملابس الثقيلة التي ارتديها في ايام كانت حرارتها مرتفعة جدا. كان صعبا و انا واجهت مشاكل في نهاية العمل حيث اضطر حاتمي الى ان يواصل العمل بدوني.

آي فيلم: لن تمثل في أي مسلسل بعد "العندليب"..هل مصاعب العمل في المسلسلات منعتك من الظهور في التلفزيون؟

انتظامي: برأيي أن الذي يتعاون مع حاتمي لا يستطيع أن يتعاون مع مخرج آخر. الراحل حاتمي كان ينوي انتاج مسلسل عن النبي محمد (ص) وكتب سيناريوه وسلمها لي لأقرأها فقلت له انني لا ارغب في الظهور في اي مسلسل لكن اذا حسم امر انتاج هذا المسلسل سارغب في التمثيل به. حاتمي لم يكن مخرجا عاديا فكان فنانا عظيما وانسانا رؤوفا.

آي فيلم: سمعنا الكثير من الالقاب التي يطلقها عليه من تعاونوا معه مثل شاعر السينما أو سعدي السينما، برأيك ماهو سبب هذه الالقاب؟

انتظامي: قد لاتشهد السينما الايرانية نظيره، كان شاعر السينما، كان يملك الكثير من الاشياء والامكانيات التي لايملكها غيره. كانت في فترة حياته الأحياء القديمة لازالت موجودة وهو استخدمها في اعماله واستخدم الى جانبها الكثير من التراث الايراني. قام ببناء مدينة غزالي السينمائية وحمل الابواب القديمة من مختلف القرى لبنائها. ورغم انه كان لديه مصمم ازياء لكن كان يشرف على عملية التصميم بنفسه. كلما يمر على موته أعماله تكسب بريقا وترتقي مكانتها. من المستحيل أن تعثر على الأخطاء في اعماله التاريخية الا و ان كان على علم بها ومتقصدا فيها. كان بعيدا عن الهوامش وبرأيي كان مخرجا ايرانيا اصيلا.

آي فيلم: نعلم انك كنت متعلقا بالراحل حاتمي ولازلت..قدشارك في مسلسل "العندليب" الى جانبك ابرز نجوم السينما الايرانية مثل جمشيد مشايخي ومحمدعلي كشاورز والراحل داود رشيدي..هل كانت الأمور المادية الأهم في السينما آنذاك؟

انتظامي: لا اصدق ان رشيدي قد رحل من بيننا..كان انسانا محترما وعليما..لا تقارنوا تلك الايام بهذه الايام..ماكانت المسائل المادية بهذه الدرجة من الاهمية بل كانت الصداقة أهم منها وكان كل الذين يعملون في مجال التمثيل يهتمون بمهنتهم اكثر من الأمور الثانوية.

آي فيلم: يلمع اسمك في سماء الفن والثقافة الايرانية ولكن منذ فترة توقف نشاطك الفني، هل تتلقى عروض للتمثيل؟ماذا تعمل في فترة الابتعاد عن الفن؟

انتظامي: صحتي ليست جيدة واعاني من وجع المفاصل..جو طهران ملوث ولا استطيع التنفس فيه.. فقمت بإيقاف العمل الفني. هذا و ان العروض التي اتلقاها لاتعجبني. شاركت بأفضل الاعمال وقضيت ايام رائعة ولا اريد أن أمثل ثانية.

ف.س/هـ.ع